داعمون لـ"إسرائيل" يسيطرون على تيك توك في أمريكا
نشر بتاريخ: 2025/12/23 (آخر تحديث: 2025/12/23 الساعة: 15:36)

متابعات: قال موقع "ذا إنترسبت" إن محتوى تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة بات تحت سيطرة رجال أعمال مؤيدين لـ"إسرائيل" ومعادين للفلسطينيين، بعد صفقة بيع عمليات التطبيق الشهير في الولايات المتحدة.

وحذّر "ذا إنترسبت"، في مقال تحليلي للكاتب سونجيف بيري من أن صفقة بيع عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة تمثل تهديدًا مباشرًا لحرية التعبير، لا سيما للمحتوى المنتقد لـ"إسرائيل" والداعم للفلسطينيين.

واعتبر أن الصفقة قد تفتح الباب أمام رقابة ممنهجة يقودها مليارديرات معروفون بمواقفهم المعادية للفلسطينيين.

وبموجب الصفقة، التي أُعلن عنها الخميس الماضي، ستنقل السيطرة على خوارزمية "تيك توك" وعملياته في الولايات المتحدة من شركة "بايت دانس" الصينية إلى تحالف استثماري جديد تقوده شركة "أوراكل" الأميركية.

وسيحصل عضوا مجلس إدارة "أوراكل"، المليارديران المؤيدان للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لاري إليسون وسافرا كاتز، على نفوذ واسع على المحتوى الذي يراه المستخدمون داخل البلاد.

وقال الكاتب إن معظم وسائل الإعلام الأمريكية تجاهلت في تغطيتها للصفقة، الخلفيات السياسية والأيديولوجية لمستثمريها الجدد.

ولفت إلى أن "تيك توك" لعب خلال الشهور الماضية دورًا محوريًا في إيصال صور غير منقحة عن الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مئات الملايين من المستخدمين، وهو ما أسهم في تغيير ملموس بالرأي العام الأميركي، خاصة بين فئة الشباب.

وسلّط المقال الضوء على السجل المعروف لكل من إليسون وكاتز في دعم "إسرائيل" وجيشها، حيث تبرع إليسون في عام 2017 بمبلغ 16.6 مليون دولار لمنظمة تُسمى بـ "أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي"، في أكبر تبرع فردي آنذاك، إضافة إلى علاقته الوثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كما نقل عن كاتز تصريحات علنية أكّد فيها التزامه الشخصي، إلى جانب إليسون، بدعم "إسرائيل"، معتبرًا أن هذا الدعم جزء من هوية شركة "أوراكل".

وأشار الكاتب إلى المخاوف التي يثيرها هذا النفوذ الجديد من تحويل "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى أداة لمنع المستخدمين من مشاهدة أو التفاعل مع الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، في ظل غياب ضمانات حقيقية تحمي حرية التعبير على المنصة.

واستعرض الكاتب استطلاعات رأي حديثة أظهرت تراجع الدعم الشعبي الأميركي لـ"إسرائيل"، منها استطلاع لمؤسسة "بيو" كشف ارتفاع نسبة عدم الرضا عن "إسرائيل" بين الأميركيين الشباب، واستطلاع لـ"نيويورك تايمز" وجامعة سيينا أظهر أن غالبية الديمقراطيين باتوا يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من "إسرائيل".

وأشار إلى تصريحات نتنياهو وصف فيها صفقة بيع "تيك توك" بأنها ذات "تأثير كبير"، معتبرًا السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، في إشارة إلى أهمية المعركة الإعلامية والرواية الرقمية.

وكان الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قد وقّع في عام 2024 تشريعًا يُلزم "بايت دانس" ببيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة تحت طائلة الحظر.

وبموجب الاتفاقية الجديدة، سيُنشأ كيان مستقل يحمل اسم "مشروع تيك توك المشترك ذو المسؤولية المحدودة"، تملك فيه مجموعة من المستثمرين، من بينهم "أوراكل" ومجموعة "سيلفر ليك" وشركة "إم جي إكس" الإماراتية، أكثر من 80% من الأسهم، فيما تحتفظ "بايت دانس" بحصة تقل عن 20%.

وأشار المقال إلى أن مبررات الصفقة ركزت رسميًا على مخاوف تتعلق بالأمن القومي ومنع الحكومة الصينية من الوصول إلى بيانات المستخدمين.

إلا أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين، مثل السيناتور ميت رومني، كشفت أن الحضور الواسع للقضية الفلسطينية على "تيك توك" كان دافعًا رئيسيًا لحظر التطبيق أو بيعه.

ونبه الكاتب إلى بعض مؤشرات التضييق التي بدأت بالفعل قبل إتمام الصفقة، منها تعيين "تيك توك"، في يوليو/تموز 2025، مسؤولة سابقة في الجيش الإسرائيلي للإشراف على قضايا حرية التعبير، وهو ما اعتبره الكاتب خطوة مقلقة في ضوء سجل الجيش الإسرائيلي في الدعاية وانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي المقابل، أشار المقال إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أظهروا -تاريخيًا- قدرة على التحايل على الرقابة والتنقل بين المنصات.

واستشهد بإطلاق حملة #TakeBackTikTok التي تدعو إلى "ثورة مستخدمين" عبر إغراق المنصة بمحتوى داعم لتحرير فلسطين، وقد بدأت الحملة بالفعل بتنظيم فعاليات احتجاجية أمام مقار "أوراكل".

وأكد المقال أن السيطرة الجديدة على خوارزمية "تيك توك" تمثل لحظة مفصلية في معركة حرية التعبير.

وقال: "هذه لحظة حاسمة. إن نقل خوارزمية تيك توك من بايت دانس إلى أوراكل يعني أن محتوى تيك توك سينتقل من سيطرة شركة خاضعة لنفوذ حكومة صينية ترتكب إبادة جماعية ضد الإيغور إلى سيطرة مستثمرين أميركيين يسعون لإسكات معارضي تيك توك للإبادة الإسرائيلية في غزة".

وأضاف أنه بمجرد أن يسيطر المستثمرون وأصحاب الأيديولوجيات المعادية للفلسطينيين من أصحاب المليارات، على "تيك توك"، سيحتاج منتقدو "إسرائيل" إلى بذل جهد أكبر وابتكار أساليب أكثر فعالية لتجنب قمع حرية التعبير.

وختم قائلا: "يدعم ملايين المواطنين الأميركيين الآن إنهاء الدعم الدبلوماسي والعسكري غير المشروط لإسرائيل. يدرك أصحاب المليارات المعادون للفلسطينيين، مثل إليسون وكاتز، هذا الأمر تمامًا، ويقع على عاتقنا التصدي لجهودهم الرامية إلى تقويض إرادة الشعب".