الكوفية في ذكرى انطلاقة حركة فتح، نستحضر مسيرة نضالٍ طويلة خُطّت بالدماء الزكية، وحملتها إرادة صلبة لم تعرف الانكسار. إنها ذكرى الثورة التي أعادت للشعب الفلسطيني ثقته بنفسه، ورسّخت هويته الوطنية، ورفعت راية الكفاح من أجل الحرية والعودة والاستقلال.

ومن غزة الجريحة، حيث الحصار الخانق والعدوان المتواصل، يرتفع صوت الصمود عاليًا، شاهدًا على وجع شعبنا وعظمته في آنٍ واحد. فغزة، رغم الألم والدمار، ما زالت تنبض بالحياة، وتؤكد أن إرادة الفلسطيني أقوى من آلة القتل، وأن جذوة المقاومة لا تنطفئ مهما اشتدت المحن.

في هذه المناسبة الوطنية، نجدد العهد للشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والكرامة، وللجرحى الذين كتبوا بآلامهم فصول العزة، وللأسرى الذين يواجهون السجان بصبرٍ وإرادة لا تلين. كما نؤكد تمسكنا بثوابتنا الوطنية، وبوحدتنا الداخلية، وبالقرار الوطني المستقل الذي لا يخضع لإملاءات أو ضغوط.

إن ذكرى انطلاقة حركة فتح ليست مجرد محطة تاريخية، بل هي تجديد للالتزام بمواصلة الطريق حتى نيل الحرية، وتحقيق العودة، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف. وفاءً للتضحيات، وانتصارًا لحقٍ يقف شامخاً صلباً رغم تيه العابرون، سنبقى على العهد، ماضين نحو فجر الحرية مهما طال الليل.